كرر الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله مطالبته المتظاهرين بأن “يفتحوا الطرقات كي تذهب الناس الى اعمالها ومدارسها وجامعاتها”، وقال: “ليس المطلوب من الجيش فض الاشكالات بين الناس ولو بالقوة، ونحن نرفض الرصاص ضد الناس لان الرصاص اطلق علينا في ايلول 1993، في منطقة المشرفية، عند التظاهر لاسباب معيشية، ولا يجوز للجيش والقوى الامنية ان تطلق النار على احد”.
وحمل الدولة “مسؤولية فتح الطرقات ومنع الاعتداء على الاملاك العامة”.
وعن الحراك، قال: “ما بدأ كان شعبيا وعفويا وبعيدا عن السفارات والاستغلال، كان حراكا مطلبيا، الا انه لم يعد كذلك اليوم. الحراك في هذه اللحظات، تقوده جهات معروفة وشخصيات ومؤسسات معروفة، وهناك ادارة وتنسيق وتمويل ايضا”.
وتساءل عن “الجهات التي تمول هذا الحراك”، وقال: “على من يقود الحراك أن يشرح لنا ذلك بكل شفافية، وان يقول من هم المتبرعون من اثرياء ومتمولين، وهل هؤلاء يريدون مصلحة الشعب اللبناني ام لديهم أهداف اخرى، وما هي مصادر هذا التمويل”.
أضاف: “المطالب التي تطرح اليوم لم تعد عفوية، لانها تركز على اسقاط النظام الطائفي، نحن يؤيد إسقاط النظام الطائفي ووضع آليات له اذا كان هذا هدف المتظاهرين، ولكن نذكرهم بالمطالب المعيشية التي نزلوا من أجلها”.
ولفت الى “مطالب بعض الجهات المتظاهرة بوضع لبنان تحت الفصل السابع وبالتصويب على سلاح المقاومة”، مؤكدا ان “الناس لم تنزل من اجل هذه المطالب ودائما كانت مطالبهم معيشية واقتصادية”، معتبرا أن “هناك قوى واحزاب سياسية تعمل على ركوب موجة شعبية لاهداف اخرى”.
وسأل المتظاهرين: “أما لهذا الحراك قيادة؟ واين هذه القيادة؟” وطالبهم ب”تحديد قيادات للحراك، لأن هناك قيادة غير ظاهرة، وبالكشف عن انفسهم”، ملمحا الى “وجود احزاب وتجمعات وقيادات واشخاص فعالين”.
وأعلن عن معلومات تشير الى أن هؤلاء “منهم من كان بالسلطة ولم يعد، وبعضهم كان في السلطة ولهم تاريخهم وارتباطاتهم الخارجية والداخلية، وهناك فئة عن كيانات سياسية جديدة شكلت في الاونة الاخيرة وشاركت في الانتخابات الاخيرة وانفقت اموالا طائلة، وهناك فئات مرتبطة بسفارات خارجية وشخصيات وجهات هم من الاشد فسادا وعندهم ملفات في القضاء اللبناني وموجودون في قيادة الحراك”.
وكشف أن لديه “اسماء من يديرون الحراك”، مطالبا المتظاهرين ب”الكشف عن هؤلاء”، وسألهم عن “الضمانات بألا يأخذوا الحراك الى اهداف اخرى، وإذا كانوا استبدال فاسد بفاسد وفاشل بفاشل ام التفتيش عن اشخاص نظيفين؟”.
واقترح على “من يعتبرون أنفسهم قياديين في الحراك، ان يذهبوا الى القضاء اللبناني ويكشفوا عن وجوههم وملفاتهم، وان يكشفوا السرية المصرفية خاصتهم، لبعث الثقة بوجود قيادة جديرة بالاحترام”.
وقال: “كنت أرفض نظرية المؤامرة لكن معلوماتنا ومعطياتنا تقول ان الوضع خطير ولم يعد حراكا شعبيا بل هناك تدخل من سفارات اجنبية. وعلى اللبنانيين التحقق مما طرأ مؤخرا على الحراك، عكس ما كان عليه في بداياته، وأن يتنبهوا مما يخطط للبنان كما حصل لبلدان اخرى”. ودعا الناس الى “ألا يصدقوا ما تقوله السفارات لان المطلوب التحقق من افعالهم وليس من اقوالهم”.
وأبدى خشيته من “بعض التصرفات”، وقال: “خوفي ليس على المقاومة بل على البلد، فهناك محاولات لجره الى حرب اهلية”.
وقال: “المقاومة هي اقوى طرف في البلد، من دون ان يعني ذلك تهديدا لاحد”، مبديا تخوفه من “استهداف البلد”.
وسأل: “لمصلحة من استدراج المقاومة؟”، وكرر مطالبته “من هم في قيادة الحراك بطمأنة المقاومة”، وقال: “نحن لم نطلب من أي من جمهورنا ان يتظاهر، ولم نمنع احدا في الايام الاولى للحراك. لكن عندما رأينا أن الحراك لم يعد سياسيا فقد طلبنا من الحزبيين عدم النزول”.
وطلب من “شباب المقاومة الانسحاب من الساحات”، وقال: “نحن نعرف كيف ندافع عن المقاومة، اتركوا الساحات للمقتنعين بالساحات لاننا نحترم آمال الناس وآلامهم”.
وختم: “لا مصلحة لنا بالتواجد في هذه الساحات، واذا تحققت ايجابيات فستكون للبلد كله لان المطلوب ان نكون حريصين على امن البلد وبكل حكمة. ونقول لحلفائنا وهم خارج الشبهة قطعا، انهم في حال رفضوا الدخول في حوار مع رئيس البلاد ففي ذلك شبهة”.
الجمعة 25 تشرين الأول 2019 الوكالة الوطنية للإعلام