بلدية زحلة –
جمع القصر البلدي في زحلة مساء أمس عددا من شابات زحلة وشبابها، في لقاء حواري مع رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب، بمبادرة “تفاعلية” هدفها إشراك شباب المدينة في رؤية المجلس المستقبلية للمدينة، والإستماع الى أرائهم وأفكارهم، بشكل يسمح بتطوير بعض الأفكار، ويمكن أن يولد أفكارا جديدة، لبناء مدينة على قدر طموحات الشباب وأمالهم في الحاضر والمستقبل..وفي مكاشفة شفافة حول ما ينفذ في المدينة من مشاريع وما ينتظرها في المستقبل، إستعرض زغيب بعض الأفكار التي بدأت منذ ولاية المجلس البلدي الأول الذي ترأسه، والتي إستغرق تنفيذها وقتا طويلا، ولكنها وصلت او إقتربت من الوصول الى الأهداف الموضوعة لها، وذلك بسبب إنطلاقها من رؤية واضحة، بعيدة المدى. شارحا أننا شعب فقير وبلد فقير ومدن فقيرة، وهذا ما يفرض عند الإنطلاق بأي مشروع أن يكون لدينا تصورا لما نريد أن نصل اليه في مرحلة لاحقة، فنضع كل لبنة في مكانها الصحيح، ليكوَن تراكمها الصورة التي نتمناها لمدينتنا… هي إذا محاولة لزرع “بذرة” عند كل مهتم بالشأن العام، حتى يحضنها ويعتني بها لتكبر وتزهر مع الأجيال اللاحقة التي ستتولى شؤون المدينة، أو يضيفوا اليها ويحسنوها إذا كانت لديهم أفكار حول ذلك. ومن هنا طلب زغيب من الشباب أن لا يترددوا من تقديم أفكارهم وعرضها حول المدينة، داعيا إياهم الى عدم الغرق في التفاصيل الإنمائية اليومية، والتي يمكن نقلها تلقائيا الى البلدية للإعتناء بها… كما حثهم على التفكير أولا بمصلحة مدينتهم عند كل إستحقاق للإنتخابات البلدية، لأن حركة عجلة الإنماء تحددها أولا طريقة إنتخابنا وإختيارنا للمجلس البلدي الذي إما أن يتلهى بالخلافات السياسية أو يباشر بالعمل لكل الزحليين فور إنتهاء الإنتخابات. مشيرا الى انه إذا كانت الإنتخابات عبارة عن تحالفات سياسية، فإن السياسة تقف على باب البلدية فور إنتهاء الإنتخابات، ليصبح المجلس البلدي لكل الناس، وهذه كانت الروحية التي أمنت نجاح بلدية زحلة حتى الآن، حيث جمعت أعضاء من إنتماءات سياسية وحزبية مختلفة، ولكن النقطة المشتركة بينهم جميعا هي زحلة، لأن هدفنا كما قال تطوير مدينتنا وتقويتها بالدرجة الأولى.
خلال اللقاء كان إستعراض لخطة عمل ومشاريع وضعت إنطلاقا من رؤية إستراتيجية جرى تحديدها خلال الخلوة الأولى التي عقدها المجلس البلدي فور إنتخابه سنة 2016 في دير تعنايل، والتي حددت ثلاثة أهداف لمدينة زحلة… أولا أن زحلة يجب أن تكون مدينة سياحية بإمتياز، وهنا إستعرض زغيب ما لدينا من مقومات تسمح بذلك متوقفا عند إنضمامها الى شبكة الأونيسكو للمدن المبدعة عن فئة “التميز بالأكل” city of gastronomy. محدثا الشباب عن تاريخهم بالمازة اللبنانية الذي يعود الى سنة 1885، وكيفية تصدير هذه المائدة الى خارج زحلة منذ الأحداث التي وقعت في لبنان. وعن مشروع توسيع المنطقة السياحية، وما يمكن أن يؤمنه من إستدامة في الحركة السياحية بالمدينة.ثانيا زحلة يجب أن تكون عاصمة للصناعات الغذائية، خصوصا أنها تمتاز حاليا بهذه الصناعات. وثالثا زحلة يجب أن تكون مركز جذب للباحثين عن الخدمة الجيدة والسريعة في جميع المؤسسات العامة والخاصة الموجودة لديها… وهذا كما شرح زغيب يتكامل مع خطة سير بدأ الإعداد لها وستبصر النور قريبا، من خلال توفير وسائل للنقل المشترك الحضري البلدي، يخفف من نسبة التلوث العالية على بولفار مدينة زحلة خصوصا، إضافة الى الأوتوستراد الدائري الذي يسهل الدخول والخروج من المدينة، وتحسين وتأهيل مداخل المدينة، وتجهيزها بإشارات السير، والإنارة العامة والتخفيف من كلفتها وغيرها. وإذ لفت زغيب الى كون زحلة أول مدينة عمدت الى حل مشكلة المكبات العشوائية، لفت في المقابل الى أنها ستكون أيضا من أول البلديات التي تعمد الى تطوير سياسة إدارة النفايات للتخفيف من إستخدام الاراضي. مستعرضا أيضا سلسلة مشاريع أخرى تقرب زحلة من الرؤية التي وضعتها البلدية، داعيا الشباب الى مزيد من التفاعل مع هذه المشاريع والإطلاع عليها ومناقشتها وتقديم رؤيتهم حولها، أو تقديم رؤية مختلفة إذا وجدت لديهم، وذلك لخلق مزيد من التفاعل الذي يسمح ببناء مستقبل لزحلة يشبه طموحاتنا. اللقاء لن يكون يتيما كما أكد زغيب للشبان، بل ستعقبه لقاءات أخرى مفتوحة لكل شباب زحلة الراغبين بالمشاركة في الرؤية التطويرية لمدينتهم، تعقد مرة كل شهر، من أجل مناقشة مسائل إنمائية “إستراتجية” تسمح بنقل زحلة الى مستقبل أفضل على الصعيد الإنمائي، والدعوة هنا موجهة لكل الشباب الراغبين بمشاركة افكارهم ورؤيتهم للمدينة…