أقيم في محطة قطار رياق، وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالنائب ميشال ضاهر، أمس السبت، احتفال بمناسبة الذكرى 24 بعد المئة لانطلاق خط قطار بيروت – الشام، بالتعاون مع مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك وبلدية رياق حوش حالا، وجمعية “Train Train”، وبالاشتراك مع نادي روتاري شتوره – بقاع غايت، في حضور النائب قيصر المعلوف ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب عاصم عراجي ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب السابق ايلي ماروني، رئيس مصلحة سكك الحديد المهندس زياد نصر، رئيس بلدية رياق-حوش حالا الدكتور جان معكرون ونائبه كرم شمعون واعضاء المجلس البلدي، رئيس نادي روتاري شتوره – بقاع غايت مارون شابين، رئيس جمعية “تران تران” كارلوس نفاع ورؤساء دوائر حكومية وبلديات وجمعيات واندية وفاعليات اجتماعية وثقافية واقتصادية، وحضر آخر سائق قطار اسعد النمرود، وحشد من أهالي البلدة والجوار.
بعد النشيد الوطني الذي عزفته موسيقى قوى الامن الداخلي، كان عرض وثائقي عن سكك الحديد والقطار في لبنان ورياق.
وكانت كلمة لرئيس جمعية “تران تران” كارلوس نفاع طالب فيها ب”إعادة إحياء سكك الحديد التي استمرت بالخدمة في الحرب ولو بحدها الادنى حتى العام 1995 حين أوقفت بحجة إعادة التطوير”، وأشار الى أن “هذا القطاع منذ ذلك الحين دخل في دوامة الدراسات التي ما زلنا ندور فيها دون نهاية حتى اليوم”، معددا الدراسات التي قامت في هذا الخصوص، “دراسات شركة سوفريراي في شباط 1994 الى خط طرابلس حمص سنة 2002، الذي تنتظر سككه الجديدة في مرفأ طرابلس منذ سنة 2004، الى دراسة ايجيس ريل سنة 2012 التي تؤكد إمكان إعادة العمل على خط بيروت – طبرجا، ودراسة سنة 2016 بهبة من بنك الاستثمار الأوروبي لخط بيروت طرابلس والتي تؤكد إمكان نجاحه، وكل هذه الدراسات انتسبت جميعها الى نادي الهدر والنوم في أدراج النسيان”.
أضاف: “استكملنا الجهد بالتواصل الرسمي مع الدول الرائدة في هذا المجال فنجحنا بجذب اهتمام شركات دولية عديدة صينية وهندية وألمانية، وآخرها شركة الستوم الفرنسية، شاكرين حضورهم اليوم بيننا في هذه الذكرى. لم نقف مكتوفي الايدي ولم نكتف بالمطالبة المحقة، لا بل قرر فريق من المهندسات والمهندسين المتطوعين في الجمعية يترأسهم المخطط المدني المهندس الياس ابو مراد والمهندسة المعمارية جوانا ملكون، تبني قرار مجلس الوزراء الصادر سنة 2017 والقاضي باجراء مخطط توجيهي لسكك الحديد في لبنان ولم ينفذ لليوم لعدم توفر الاعتمادات المالية”.
وأعلن باسم الجمعية والمهندسين: “نهدي اللبنانيين المخطط التوجيهي لسكك الحديد عبر راعي الاحتفال، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ونضعه بتصرفه ونعلن استعدادنا استكمال الدراسات الميدانية الداعمة مجانا لهذا المخطط وفق المواصفات العلمية التي قد تضعها الجهات المختصة رغبة منا بالمشاركة البناءة لانقاذ لبنان الرسالة”.
وختم نفاع: “من رياق عاصمة سكك الحديد في الشرق الادنى كما أطلق عليها اهل ذاك الزمن الجميل، نحيي اليوم سوية الجهود ونستنهض الهمم، لكي نحتفل في السنة المقبلة باليوبيل ال 125 لسكة الحديد باطلاق صفارة بدء العمل بمشروع عودة السكة الى كل لبنان”.
بدوره أشار رئيس بلدية رياق حوش حالا جان معكرون الى ان “قطاع سكك الحديد تشتد اليه الحاجة يوما بعد يوما، وخصوصا في ظل زحمة السير الخانقة التي يشهدها لبنان”. وقال: “نجتمع اليوم لنتذكر أول رحلة قطار في لبنان وفي رياق تحديدا، هذه المحطة التي كانت تعتبر من أكبر المحطات في العالم إذ تبلغ مساحتها 170 الف متر مربع وتتألف من 57 مبنى على اختلاف انواعها من معمل لتصنيع عربات القطارات الى معمل لتصنيع قطع الغيار وغيرها إذ كانت تجرى عملية صيانة القطارات لكل الدول المتصلة بالشبكة، وقدمت المحطة اكثر من 400 فرصة عمل لأبناء المنطقة، وصولا الى واقع اقتصادي مزدهر وسوق لمختلف الامم، وكانت سكة رياق تصل لبنان بالدول المجاورة وصولا الى اوروبا، ومع بدء الحرب انتهى الحلم وانعكس بؤسا وحرمانا لاهل المنطقة”.
وأشار رئيس مصلحة سكك الحديد زياد نصر إلى ان “بين بلدة رياق وسكة الحديد حكايات وحكايات، وذكريات جميلة ما زال صداها، يتردد بين جدران هذه المباني المتروكة للنسيان”. وقال: “ساهمت سكك الحديد في نهضة بلدة رياق اقتصاديا وتجاريا وكان لبلدة رياق مطارها وكلنا يعلم ان القطار يصنع المدن. هذه الذكريات خطها القطار الذي انطلق من بيروت عبر محطة العامرية والمريجات وزحلة سعدنايل انتهاء بهذه المحطة الأساسية، وطلبت سلطة الانتداب العام 1927 ببناء أول مطار فيها، وشيد أول اوتيل فيها للمنامة، وكانت رياق أول بلدة حظيت بإقامة دور للسينما فيها، فأين نحن من ذاك الماضي الجميل؟”
واعتبر ان “الدولة مدركة تماما للعبء الثقيل الذي بات يرسيه قطاع النقل العام على كاهل الخزينة والمواطن، وكل ذلك بسبب غياب منظومة متكاملة للنقل في كل المناطق، وبسبب غياب الاستثمار المجدي والجدي في هذا القطاع والذي قد يكون المرفق الوحيد في لبنان الذي غيب عنه الاستثمار والدعم اللازم كباقي القطاعات، لذلك استطيع ان أقول اليوم انه مع وزير النقل ومع الحكومة، المدركة بانه أصبح من الواجب علينا ايجاد الحلول المناسبة، ومنذ فترة قصيرة في مجلس النواب تم إقرار اتفاق تمويل وتنفيذ خطة للنقل العام للركاب في منطقة بيروت الكبرى بما يتضمن استحداث نظام للنقل السريع بين بيروت والشمال، ويجري اليوم وضع مشروع متكامل للنقل المشترك ضمن مجموعة طرابلس وجوارها، أما في البقاع فتقدمت شخصيا من خلال وزارة الاشغال العامة والنقل بمشروع او فكرة مع عناوين وتفاصيل تؤكد أهمية إعادة احياء خط بيروت البقاع، طبعا ضمن نظرة أخرى بحيث يمكن تغيير مسار الخط الى حد ما ويكون له جدوى اقتصادية مع إقامة منطقة اقتصادية حرة في البقاع تفتح الباب واسعا امام فرص عمل جديدة في منطقة البقاع وبخصوصا قطاع الشحن، وهناك جهات دولية ترغب بتنفيذ هذا المشروع، ولا سيما بعد إقرار مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
وختم: “النقل المشترك مسؤولية مشتركة، فكلنا أمل سويا مع الرسميين وأصحاب القرار بإعادة الاعتبار لهذا المرفق الحيوي بما يلبي حاجات المواطن ورفع الاعباء عنه وتفعيل دورة الاقتصاد الوطني ونمو كل المناطق وليس فقط التركيز على العاصمة”.
وفي الختام قدمت الفنانة تارا المعلوف وصلة فنية من الفن الراقي والاغاني الوطنية، وقدمت المرنمة ريما الترك باقة من “الفيروزيات” رافقتهما جوقة نسروتو.
الأحد 04 آب 2019