في نتيجة مباشرة لتفلت السلاح والفوضى الأمنية، التي غالباً ما تحوّل أفراح الأعراس أو نجاح الطلاب بشهاداتهم أو حتى الفرح بانجاب طفل الى هذا العالم الى مآسي كبيرة، تحول حفل زفاف في محلة الفيضة في يونين قضاء بعلبك مساء أمس الى ما يشبه مجزرة دموية سقط فيها 3 قتلى و3 جرحى.
وهذه المرة لم يكن إطلاق النار فرحا في الهواء وإنما عن سابق إصرار وتصميم. فقد بدأ الاشكال، الذي تطور الى إطلاق نار قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، خلال حفل زفاف شاب وفتاة من عائلتي النمر وأمهز، بين أشخاص من آل أمهز وآخرين من آل زعيتر، ما أدى الى مقتل ط. زعيتر نقلت جثته الى مستشفى الريان بعلبك، وع. ي. وشقيقه وقد نقلت جثتاهما الى مستشفى دار الحكمة بعلبك.
كما أصيب في الحادثة كل من ع. ط. زعيتر و أ. ط. زعيتر نقلا الى مستشفى دار الأمل الجامعي بعلبك، و ر. ب. بإصابة خطرة بالرأس نقلت على أثرها الى مستشفى دار الحكمة بعلبك. وشهدت المنطقة توترا أمنيا وإطلاق نار وقذائف آر. بي. جي في الهواء لدى سماع الخبر في محلة الشراونة، ونفذ الجيش اللبناني انتشارا، واتخذ تدابير لمنع لتفاقم الأمور.
وقد أشارت المعلومات الى أن الاشكال بدأ على خلفية موّال (أغنية) في حفل الزفاف. فإذا لم يتمالك حامل السلاح أعصابه لدى انزعاجه من أغنية في حفل، أو ممن يفترض فيهم أن يشاركوه فرحه، وجب على الناس حمل دمائهم على كفّهم بدل الورود والعطور.
مأساة شبه يومية في المنطقة. إطلاق النار في الهواء أو في الصدور سببه المباشر تفّلت السلاح، وكل تقاعس من الأمن أو من الناس العزّل عن الاعتراض على ذلك يساهم في “تشجير” غابة الفوضى والاستهتار.
ألم يحن الوقت لمبادرة أهلية في وجه السلاح وحامليه؟ من نوع مثلا مقاطعة أي مناسبة، حتى ولو كانت عزاء في مأتم، يشترك فيها مسلح واحد، ولو لم يطلق النار؟ أو تنظيم مسيرة صامتة كبرى من ضحايا السلاح في وجه حامليه؟
فإذا كان متعذراً على قوى الأمن التصدي للسلاح الفردي اليوم لأسباب عديدة، فلندفع حامله أقله للخجل وهذا أضعف الايمان!
الأحد 28 تموز 2019